الابداع

لفت نظري الاهتمام الموجه لرعاية الموهوبين وتوفير البيئة المناسبة لتطوير وتنمية مواهب هؤلاء الاطفال الموهوبين في السعودية مما يجعلها علا مة مميزة لانشاء جيل جديد مبتكر قادر على مواكبة التطور والرقي بالبلد لكي تصبح في مصاف الدول المتقدمة.

هنا اود ان الفت النظر الى ان الابداع لا يقتصر على الطلاب المتفوقين في الدراسة او مقدرتهم على الاستيعاب المواد بسرعة اكثر من اقرانهم فقط, بل الابداع موجود في كل شخص وبمستويات متفاوتة فكل امرء مبدع في ما حباه الله من ذكاء ومقدرة.فليس من العدل ان يحرم غالبية الطلاب من اظهار مقدراتهم وابداعهم في مواد غير علمية او تقديم اختراعات او حتى التفوق في الرياضيات، بينما تتاح الفرص وتتوفر البيئة المناسبة لتنمية وصقل مواهب ومهارات بعض الاطفال الذين حالفهم الحظ وامتازت ابداعاتهم عن الاخرين عن طريق مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهوبين.

فما ذنب باقي الاطفال او الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ او لم يجدوا الفرصة لاثبات ابداعهم؟ وهل يعني ان غالبية الطلاب في المدارس السعودية ليسوا قادرين على الابداع والابتكار؟ لماذا لا نوفر لجميع الطلاب الفرصة للتفكير والابتكار والابداع في شتى المجالات وذلك بالتركيز على النشاطات اللامنهجية والتي يمكن الانضمام اليها بعد الدوام المدرسي لمن يريد. فمثلا من كانت لديه المقدرة على كتابة والقاء الشعر فلينضم الى نادي الشعراء او الى الاذاعة المدرسية اما من كانت لديه القدرة على كتابة المقالات الادبية فلينضم الى مجلة المدرسة ام الآخرون والذين هم مبدعون في الرسم وغيره فلينضما الى جعية الفنون المدرسية وهكذا الحال بالنسبة للامور الاخرى.

ومن المعروف في وقتنا الحالي ان التكنولوجيا الحديثة اتاحت المجال لتختطي كل العقبات التعليمية امام التلاميذ وبالاخص الاطفال الذين يعانون من اعاقات او مشاكل في التعليم والذين قد تكون نسبة الابداع لديهم اعلى من الاخرين فاذا ما اتيحت لهم الفرصة المناسبة وتوفرت البيئة التعليمية الملائمة استطعنا ان ننشأ جيلا كاملا مبدعا.